الجمعة, 2024-05-17, 1:03 PM


قائمة الموقع

طريقة الدخول

فئة القسم
المقالات [6]
صفحة لمقالات مختارة منقوبة عن صحف اخرى
صفحة الراي [1]
صفحة مفتوحة لابداء الرأي في كافة القضايا - والمؤسسة غير مسؤولة عن الاراء المنشورة - فالكاتب يتحمل مسؤولية ما ينشره

بحث

أصدقاء الموقع
  • إنشاء موقع
  • Официальный блог
  • برامج للجميع
  • FAQ по системе
  • أفضل موقع رونت
  • وصفات طبية

  • إحصائية

    المتواجدون الآن: 1
    زوار: 1
    مستخدمين: 0

    الرئيسية » مقالات » المقالات

    هيبة «الإخوان» وخيبة مصر
    هيبة «الإخوان» وخيبة مصر

    الياس سحاب
    لقد بدا حادث ذبح الجنود المصريين على الحدود الفلسطينية على يد جماعة جهادية متطرفة كأنه الحجر الذي يلقى في مياه بحيرة راكدة شديدة السكون.
    ومن قبل الاستغراق في تحليل احتمالات ردود الفعل على هذا الحادث الاخير، فإن حالة الركود والسكون التي تسيطر على مياه البحيرة السياسية في مصر هي التي تستوقفنا لاستجلاء أمرها.
    فالذي حدث انه فيما بين هبوب رياح التغيير التي انطلقت على ساحة مصر السياسية في الخامس والعشرين من يناير من العام 2011، واقتلاع رأس النظام المعشش فسادا منذ ثلاثة عقود كاملة، وبين ظهور جماعة «الاخوان المسلمين» كحركة تتسيد صدارة المشهد السياسي الجديد في مصر في انتخابات مجلس الشعب والشورى، وانتخاب رئيس جديد للجمهورية، والإصرار مرة أولى وثانية على سيادة إسلامية للجمعية التأسيسية لصياغة الدستور، بدت ميادين مصر كأنها ساحة دائمة لرياح التغيير التي كان يبدو منذ البداية انها لن تتوقف عن الهبوب لمجرد سقوط رأس النظام السابق، بل ستستمر في الهبوب حتى استكمال عملية التغيير التي لا بد ان تتوج بظهور النظام الجديد، ذي القيم السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية المناهضة تماما لقيم النظام السابق، واللائقة تماما بما هو متوقع من النظام الجديد القائم.
    لكن الذي حدث منذ ظهور جماعة «الاخوان المسلمين» في صدارة الحركة السياسية، بعد ان كانت الصدارة فيها لثوار «25 يناير» في ميادين مصر، وعلى رأسها ميدان التحرير، الذي أصبح مرصدا لرياح التغيير، تتابعه كل وسائل الإعلام في كل أرجاء المعمورة، تلمسا لمعالم مصر الجديدة الخارجة من رحم مصر القديمة، الذي حدث هو ان الامور تحولت فجأة، ليظهر أمامنا مشهد سياسي جديد، بدا معه كأن رياح التغيير التي بدأت هبوبها في «25 يناير»، وواصلت هبوبها سنة ونصف السنة بعد ذلك، ما هبت إلا لغرض واحد هو فقط تغيير موقع الصدارة في المشهد السياسي العام في مصر، من حسني مبارك وجماعة النظام السابق، الى تسيد جماعة «الاخوان المسلمين» صدارة المشهد، تغطية لمشــهد ما زال يحتله في العمق سطوة بقايا النظام السابق وقيمه وتجلياته السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، بتحالف مع مطامع جديدة للمجلس الاعلى للقوات المسلحة، من أجل السيطرة على موقع جديد في المشهد السياسي الجديد، ولو بالتفاهم مع أهل الصدارة الامامية فيه، أي جماعة الاخوان المسلمين.
    ان فارق ملايين الاصوات الثمانية بين ما ناله محمد مرسي في الجولة الانتخابية الرئاسـية الاولى، وما ناله في الجولة الثانية (من خمسة ملايين صوت الى ثلاثة عشر مليون صوت)، انما كان يمثل ويعني أملا شعبيا في مواجهة عودة وإبقاء واستقرار قيم النظام البائد، عن طريق فوز المرشح أحمد شفيق بسباق الرئاسة.
    لكن كل خطوات الرئيس الجديد محمد مرسي، منذ يوم فوزه بالرئاسة، وكل خطوات جماعة «الاخوان المسلمين» من ورائه، جاءت مخيبة للآمال خطوة وراء خطوة. من اختيار رئيس الوزراء الجديد، الى تشكيلة الحكومة الجديدة نفسها، الى التلكؤ والتباطؤ في إتاحة الفرصة أمام رياح التغيير التي بدأت بالهبوب يوم «25 يناير» 2011 ان تمضي في طريقها الى ان تفعل فعلها بالكامل، حتى النهاية.
    فبدلا من ان تأتي الحكومة الجديدة، بخيارات القوى السياسية التي ينتسب اليها الوزراء الجدد، تعبيراً عن رياح التغيير التي أطلقتها رياح الخامس والعشرين من يناير، جاءت على العكس من ذلك، تعبيرا عن تحالف مشبوه بين قوى هجينة تمثل كل ما يعنيه ويمثله بقايا النظام السابق، ورغبة المجلس الأعلى للقوات المسلحة في اتخاذ موقع ثابت في صدارة المشهد السياسي. اما شباب التغيير، واما القوى السياسية الشعبية التي صنعت بتحركها وما قدمت من تضحيات من الارواح، تعبيرا عن الرغبة الجامحة بالتغيير العميق الكامل، فلم يظهر لها أي وجود.
    ومع خيبة الامل التي كانت تحدثها كل واحدة من خطوات الرئيس الجديد، كانت خيبة الأمل في الخطوة التالية تبدو أكثر إحباطا، بدل ان تتحول الى مجال لتعويض خيبة الأمل في الخطوة السابقة.
    انها باختصار شديد تعبير ملموس حسيا عن عملية معاندة كاملة لرياح التغيير التي هبت في 25 يناير، تقودها جماعة «الاخوان المسلمين»، ولا تحاول حتى ان تسيتر عورتها إلا بورقة تين شاحبة بترديد الانتماء اللفظي الفارغ الى ثورة 25 يناير.
    ان هذه المعاندة السياسية التاريخية، لا تلقي بظلالها فقط على ما هو مرجو سياسيا من جماعة الاخوان المسلمين في مصر، لكنها تخلق في البلد العربي الاكبر، والاكثر حساسية وأهمية على حدود المواجهة مع العدو الاسرائيلي، حالة من الجمود والفوضى وخيبة الامل، يمكن معها ان تتحول حادثة مشبوهة مثل حادثة ذبح الجنود المصريين على الحدود مع فلسطين المحتلة، الى مزيد من الفوضى والضياع في المشهد السياسي المصري، لأنه مشهد راكد، تعاند فيه القوة السياسية التي تتصدره كل احتمالات الخروج الثوري من حطام النظام السابق، الذي تبدو أمامه كل الفرص لعود ظهوره بأشكال جديدة.
    إنه وضع تبقى معه مصر مهددة بأخطار شديدة بدلا من ان تعود على رياح التغيير التي أطلقتها «ثورة 25 يناير»، الى موقعها الطبيعي في قيادة العرب المعاصرين نحو غد يقوم على تغيير شامل وعميق في كل المجالات.

    كاتب سياسي ـ لبنان

    الفئة: المقالات | أضاف: khaled (2012-08-12)
    مشاهده: 297 | الترتيب: 0.0/0
    مجموع التعليقات: 0
    الاسم *:
    Email *:
    كود *:


    استضافة مجانية - uCoz --  Copyright MyCorp © 2024