هل خطر على بالك يوماً لدى عودتك من التسوق في المركز التجاري أو الهايبرماركت أن تفتح أكياس الأغراض التي اشتريتها وتسأل نفسك لماذا اشتريت كل سلعة دون غيرها من السلع المشابهة لها والموجودة إلى جانبها في نفس الرف؟ عد بذاكرتك قليلاً، وتذكر كيف كنت تمشي في الممرات المكدسة عن آخرها بالبضائع، ما الذي جذب نظرك إلى منتج بعينه، ودفعك لمد يدك إليه وتفحصه ثم وضعه في سلة مشترياتك؟ إلى أي حدٍ يؤثر الشكل الخارجي للمنتج، ولونه تحديداً، على قرارك؟
هل السلع جامدة؟ أم أنها تؤثر عليك وتدفعك إلى اقتنائها؟
تتحول السلع إلى جماد بعد شرائها فقط، لكن طالما أنها معروضة للبيع فهي تتحدث، وتحاول بيع نفسها. لأنها إذا كسدت فستلقى مصيراً مأساوياً قد ينتهي بإتلافها وإعادة تدويرها، أو أنها في أسوأ الحالات ستعاد إلى المستودعات حيث البرودة والجفاف ولا فرصة لها بالتباهي بميزاتها وخواصها التي وضعها فيها مصنعوها. لذا فالمنتجات ليست جامدة، لكنها قد تصبح خرساء، أي تفقد القدرة على النطق والتعبير عن ذاتها أحياناً، وهذا لأسباب أهمها ربما وقوعها في يد مسوّق فاشل، جعلها تخسر الحرب الدائرة على الرف لصالح سلع أخرى مجاورة لها استطاعت التأثير على المشتري وإقناعه بالتقاطها من بين أقرانها المماثلين لها في السعر والحجم وشهرة العلامة التجارية.
كيف تؤثر الألوان على مشترياتنا؟
ولكي تؤثر السلع فينا فإنها تستخدم مؤثرات تتباين في تأثيرها علينا، أهمها الشكل الخارجي، والذي تحت نطاقه يأتي العنصر الأقوى تأثيراً: اللون.
أقدم لكم اليوم دراسة مصورة (Infographic) نقلتها إلى العربية، تتناول تأثير اللون على مشترياتنا. بحسب الدراسة فإن 85% من المستهلكين حددوا اللون كالعنصر الأهم وراء اختيارهم شراء منتج ما دون غيره. وهذا اللون هو الذي يزيد من تمييز المستهلكين للعلامة التجارية بنسبة 80%. وتتطرق الدراسة إلى الانطباع الذي تتركه الألوان المختلفة علينا أثناء التسوق: الأصفر يستخدم في الواجهات لجذب الانتباه، الأخضر يربط المنتج بالرخاء والازدهار ولهذا تستخدمه شركات التأمين وشركات الخدمات المالية، أما الأسود فيعكس لنا فخامة المنتج.
ثم تتوسع الدراسة وتنتقل إلى تأثير العناصر الجمالية على تسوقنا على الإنترنت، وسبب إقبالنا على الشراء من موقع ما دون غيره، من خلال تسليط الضوء على تأثير عوامل التصميم وسهولة التصفح والسرعة على قرار المستهلك متابعة التسوق والشراء من عدمه.
الدراسة المصورة نشرتها مؤسسة (Kiss Metrics) بناءً على عدة دراسات أكاديمية تجدون مرجعها مفصلاً في نهاية الصورة في حال رغبتم بالاطلاع عليها نصاً.
بعد الإطلاع على الدراسة المصورة شاركوني رأيكم: هل يؤثر اللون فعلاً على مشترياتنا؟ هل هناك مبالغة؟ هل تتفقون مع الدراسة في أهمية العنصر الجمالي للموقع الإلكتروني على ثقة المشتري وبالتالي على مبيعات الموقع؟